الخميس، 18 نوفمبر 2010



يــا يمـّه .. لاتمدحيني ! بس اسكتي // [ واحضنيني ] !! . . .





/

\

/

\

/



[ يمـّـــــــه ! كل أم تمدح بنتها ! ليش ماتمدحيني ؟ ]

..//..

قالتها بكلمات شابها نبره الترف

وهي ترتمي في أحضان والدتها وتضمها كأنها تراها لأول مره بعد 21 عآما ..

ابتسمت وأنا امآزحها وفي قلبي شئ من العتب

فهي لم تعلم يوما قيمة مايملكها بين أحضانه ..

[ لاتخآفين بنستر عليتس وماراح نعلم بالفضايح اللي قالتها امتس ياسويّر ]

اشتد حضنها لوالدتها وهي تقول : يالله عآد ! تراني مااقصر بس امي عاد تحب تفشلني ..

ابتَسمتُ من خلف النقاب ثم أسرعت أرمق الشآرع بنظره خآطفة وأسوار منزلي تلوح في الأفق لاستقبالي ..

نزلت من السيارة وابتسمت للمره الثالثه وكأني اوصيها في كل مرة

شَكرتُ صديقتي وشَكرتُ والدتها أو " خالتي نورهـ " كما اعتدت أن أناديها ..

أسرعت الخطى مطأطأة الرأس نحو عتبة المنزل الذي استقبلني بجفآء مدة عشرين عاما

على الرغم من حرارة الجو ..

كانت المشاعر داخل جدران هذا البيت " متجمده " !

بمجرّد أن فتحت الباب اسرع أخي الصغير يحتضنني فرحا بقدومي ، قلت له كلماتي المعتآده : هلا والله حيا الله وليدي

قبلته واحتضنته وكلي يقين بأني أنا من كان بحاجة هذا الحضن !

نظرت إليه وهو يحكي بلهجة المتلهف ليروي لي اخبار مدرسته هذا الصباح وأنا استعيد ذكرياتي دون أن أعي مايقول

وكأني اقرأ هذه الأيام حين كانت تمر بي قبل عشر سنوات

بمجرد أن أرمي حقيبتي ، ابدآ رحلة البحث في المنزل

علّي أن اجد أحدهم بانتظاري ..

كان من المرارة بما كان على تلك الطفلة الصغيرة

وهي تتخلى عن طفولتها ، بذنب قد يظن البعض أنهم أحسنوا وأجادوا فيه !

كم ملتني تلك العتبات أمام باب المدرسة

وأنا أجمع أوراق الدعوات كل سنة لـ حضور احتفال مجلس الأمهات

وقد رافقت الرصيف وأنا اجلس علّني اكون سندريلا ذاك اليوم وربما سنووايت الحفله

حين تدخل سيدة يتدفق الحنان من مقلتيها وهي تخبرني بأنها قد جاءت من أجلي ..

ضميني وداويني مثل ما كانت الهقوات

. . . ما ابي احد(ن) يواسيني ابيك انتِ تواسيني

كنت في كل مره اسأم فيها من الانتظار حين أرى الجموع قد بدأت بالمغادرة

فـ أنظر في عيون الآخرين كـ عجوز يبحث عن كسرة خبز

وأنا أنتظر احداهن تدعوني لمرافقتها

فـ لاتسأم عيني وهي ترقب لهفة الحنان وكأنها تكتشفه لأول مرهـ

أو كأنها تحاول معرفة المزيد عمّا تعنيه هذه الكلمه !

أغمضت عيني على تلك الأيام ولم أتوقف إلا حينما سمعت أحدهم يهتفي باسمي

رفعت رأسي بنظرة داهشه وكأنما أحاول أن أستوعب هذا الموقف ..!

أدركت أن خيآلاتي قادتني إلى لحظات التخرج ..

وقفت بعزة هي أجمل ماكسبته من تلك السنين

ومشيت بشموخٍ عآش الدنيا لم يعرف للهم لوناً ..

توجهت نحو المنصة وأنا احمل عدة وريقات في يدي الصغيرة ..

كنت أحب الشعر ..

ولازلت اعشقه أكثر !

ولم أتوانى عن الارتماء في احضان الأبيات في كل مره ابحث فيها عن بئر ادفن فيها حزني ..

ألقيت قصيدة ، كان يشوبها الكثير من الكسور

فـ لست تلك المحترفة للشعر وإنما كانت هوآيه اصر الكثيرون على أن اقدّمها ..

كـآنت قصيدتي عن " الأم " !
قالت لي إحداهن قبيل أن اعتلي المنصّة ..
[ نآديه ، إذا خلصتي وقلتي قصيدتك قولي إنها إهداء لأمك وروحي حبّي راسها صدقيني رح تفرح ]
ابتسمت وأصبح وجهي شمساً وأنا أقول بعجلة أخفي وراءها الكثير :
من جد بتطلع حركة حلوة بدال لااكرّ القصيدة وأرجع
بس ماأتوقع أمي قدرت تجي لأنها قالت بتحاول !
قلتها وكأني حقّا انتظر وجود أحدهم !
ابتَسمتِ الفتآة وهي أسعد مايكون بتلك الأفكار الخلاّبه التي تملكها واسترسلت لـ تقول :
أنا تدرين وش بسوي ؟ جبت معآي بوكيه ورد وإذا جاء تكريم الأوائل رح اشكر امي بالمايك وأعطيها الورد
قالتها وهي تمد لسانها وتغمض عينيها وكأنها طفلة لم تتجاوز العشر سنوات بغنج أكتسى وجنتيها وكأنما اهترت لكثرة ماقبلتها أمها كل صباح ..

ضج تصفيق الجمهور بعد أن أنهيت قصيدتي وتعالت أحد الأصوات من الخلف " الله يخلي لتس امتس وياحظها فيتس "
كآنت لحظآت النجاح قاسية ..
ليس لأنني واصلت الفشل ، بل لكثرة مااختنقت فرحة النجآح وأنا أراها توأد حين تنكسر البسمه وهي تفقد لذّة المشآركه ..
ربّما كان أبي هناك في لحظة أو في أخرى وأنا أزف له خبر تخرجي من الثانوية العامة بـ نسبة 98% ، أو فوزي بالمركز الثالث على مستوى المنطقة في مسابقة الحديث ، أو حصولي على الجائزة الأولى في حفظ القرآن الكريم على مدآرس الحي ، أو قبولي في كلية الطب ، أو حتى نجاحي في إعداد كعكة وابريق من الشآي لـ جلسة العائلة
كنت استقرأ ردة فعله في كل مرة ..
فـ ربما رفع صوت التلفاز قائلا : اسكتي خل نسمع وش يقول هذا
وقد يقلب صفحة الجريدة وهو يقول : زين
أو قد يخرج إحدى الأوراق النقدية من محفظة نقوده ويمدها بعجل ..!

المعنى يختلف ..
ولو كآنت الأم قد يعوضها أب أو أخ ..
لـ كانت الأجناس البشرية رجآلا فقط !
برغم ذلك .. لازلت أحتفظ بـ ابتساماتي ، ولربما تعالت قهقهاتي في كل مرّة أحاول فيها أن أخفي أنين الحزن ..
وابتسم علّ جرحا في شفآتي أن يندمل
ربما ماأسعدني حقاً .. هو كثرة المواقف التي مررت بها والتي استوقفني أحدهم في آخرها وهو يتذمر بشدّة حين قال : أنتِ ماتحسين ! تضحكين وبس ! ولاعندك أي مراعاة لمشاعر الآخرين ! كل همك هو الضحك والوناسه ولا انتِ مقدره النآس اللي حولك ، كل يوم تمسّين وتصبّحين على وجه أمك .. ومو مقدّرة كيف الناس اللي تعيش بالغربة بدون أم !
قاطعته بـ نبرة خافتة وقد دسست شيئا من المواسآه في نظراتي : يعني رح ترجع لأمك في يوم من الأيام ؟ فآر بغضب أشد مما كان فيه وكأنه قد ضاق ذرعاً بـ كم الغباء في سؤالي :
أنتِ أصلا عمرك ماراح تقدرين هالشئ !

ابتسمت وأنا اتأمله وقد أقفى ..
حقّاً ، لن أقدّر ذلك الشئ ماحييت !!

لا تشتـكي للـــناس لا ضــاق بالك ..//.. الـناس ما تملك مـســره ولا يـــاس
النـــاس مثلك ، حالهم مثــل حالك ..//.. والكل من مر الليالي شــرب كـاس

لم أعتد أن يكون للشكوى صوتُ بين حروفي ..
تلك الحروف التي أعشقها في كل مرّهـ تمنحني عزّتها .. جبراً لكسرِ في جدران قلبي ..
علمّتني أن كبرياء النفس لايتماشى أبداً مع تمتمات الدمع
حين كنت أفرح وحدي في كل مرة
فــ الأجدر أن أبكي بعيوني فقط كل ماشعرت بالحنين !
أعتقد إنني قد أثقلتُ على حروفي كثيراً هاهنا
حين طالبتها بالبوح ..
وكأني بها تهمس ..
أنا لستُ حزينه على الإطلاق ! ربما تذكرت أحدهم [ نعم ]
هو شعوري بالغربة في إحدى اللحظات مادفعني للتنازل قليلا
لكنه ليس اعترافا مني بالانكـــسار على الإطلاق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق