.
.
البارحة ..
فزعت على صوت الهاتف يطلق نغمة مميزة
إنها [ رسالة ] ..!
لاأعلم ماذا حلّ بي !!
جلّ ماأعلمه إن شيئاً ما انتابني ..
بدأت أرتعش !!
وأطرافي ترتجف وأنا ارفع الهاتف لأقرأ ..
بمجرّد أن وقعت عيناي على اسم [ المُرسل ]
أغرورقت عيناي بالدموع !
ولم أملك القدرة لأرى ماتحتويه الرسالة !..
أجهشت بالبكاء !!
بكيت وبكيت كطفل صغير أضاع إحدى لعبه ..!!
ياإلهي !!
كم أن الإنتظار مرّ
كنت أنتظر شهراً كاملاً
أنتظر وأنتظر أن يأتيني خبرُ منها !
عادت بي الذكرى إلى ذلك اليوم
في إحدى صباحات يوم جامعي
حين كانت " الدكتورة " تشرح وتهذي !
وأنا لا أعي سوى شفاهها تُفتح وتطبق !
لم أحتمل ! يكاد التفكير يقتلني !!
ليس من الواجب أن أتصل بها في هذا الوقت !!
لأنني أعلم أن لو فعلت لقُلب الأمر مناحة من طرفي المحادثة !!
بتّ أراقب الساعة
ربما تكون أستيقظت الآن ؟
بالطبع يجب أن تكون كذلك ! فاليوم هو يوم زفافها ..!
ماعساي أن أقول !؟
وأنا التي كنت أخطط لها بدعابة ، تعالت بعدها قهقهاتنا
كنت أتوعدها بأن يوم زفافها لن يكون عاديّاً بوجودي !..
فهي أكيدة بأنني لست تلك الصديقة التي تعشق روتينية الأمور ..!
ولن أدع مناسبة كهذه تمرّ دون أن أحفر من الذكرى مساراً [ غير العادة ] !
تمالكت نفسي قبل أن تتساقط دموعي حسرةً عليها !
آآآآه ..
زَفَرتها وأنا أفكر بها ، وأفكر بالساعة ، وأفكر بيوم الفرح ينقلب بكاءً وحزناً !!
كانت تردد على مسامعي !
لقد جنوا عليّ ، والله لقد جنوا عليّ !!
ثم تختنق كلماتها بعد إذ ..
يا الله !
إنّ الفرح لايدوم !!
كُنت أتصل بها قُبيل خطبتها !
أنشدها عن الأهل والأحوال ..
وقلبي يرقص طرباً حين تتحدث إليّ بلهجة سريعة والحروف تتطاير منها
فتلك هي عادتها حين تصبح سعيدة !..
عَقَدت قرانها !..
وعُقدت الفرحة في قلبي لتلك الغالية
وأنا أراها تطرب في كل مرّة أهاتفها ..
لم أقطع عنها صوتي ..
لازلت أُحادثها !..
حتى جاءت تلك الليلة
رحت أُشير بالاختيار على رقمها من شاشة الهاتف
ابتسمت وأنا أضغط على زر الإتصال
قالتها ( ألو )
- ألو ؟ ...
- ....
حديثنا المعتاد ، حتى بادرتها ..
- كيف تسير أمورك زواجك ؟ هل حددتِ موعداً أم ماذا ؟
صمتت !
وطال صمتها !
كانت الأفكار تتدافع في رأسي !
هل توفي عريسها ؟ أم فقدت أحد أهلها ؟ أم ياتراها تزوّجت وحُرمنا فرحة مشاركتها !!
.
البارحة ..
فزعت على صوت الهاتف يطلق نغمة مميزة
إنها [ رسالة ] ..!
لاأعلم ماذا حلّ بي !!
جلّ ماأعلمه إن شيئاً ما انتابني ..
بدأت أرتعش !!
وأطرافي ترتجف وأنا ارفع الهاتف لأقرأ ..
بمجرّد أن وقعت عيناي على اسم [ المُرسل ]
أغرورقت عيناي بالدموع !
ولم أملك القدرة لأرى ماتحتويه الرسالة !..
أجهشت بالبكاء !!
بكيت وبكيت كطفل صغير أضاع إحدى لعبه ..!!
ياإلهي !!
كم أن الإنتظار مرّ
كنت أنتظر شهراً كاملاً
أنتظر وأنتظر أن يأتيني خبرُ منها !
عادت بي الذكرى إلى ذلك اليوم
في إحدى صباحات يوم جامعي
حين كانت " الدكتورة " تشرح وتهذي !
وأنا لا أعي سوى شفاهها تُفتح وتطبق !
لم أحتمل ! يكاد التفكير يقتلني !!
ليس من الواجب أن أتصل بها في هذا الوقت !!
لأنني أعلم أن لو فعلت لقُلب الأمر مناحة من طرفي المحادثة !!
بتّ أراقب الساعة
ربما تكون أستيقظت الآن ؟
بالطبع يجب أن تكون كذلك ! فاليوم هو يوم زفافها ..!
ماعساي أن أقول !؟
وأنا التي كنت أخطط لها بدعابة ، تعالت بعدها قهقهاتنا
كنت أتوعدها بأن يوم زفافها لن يكون عاديّاً بوجودي !..
فهي أكيدة بأنني لست تلك الصديقة التي تعشق روتينية الأمور ..!
ولن أدع مناسبة كهذه تمرّ دون أن أحفر من الذكرى مساراً [ غير العادة ] !
تمالكت نفسي قبل أن تتساقط دموعي حسرةً عليها !
آآآآه ..
زَفَرتها وأنا أفكر بها ، وأفكر بالساعة ، وأفكر بيوم الفرح ينقلب بكاءً وحزناً !!
كانت تردد على مسامعي !
لقد جنوا عليّ ، والله لقد جنوا عليّ !!
ثم تختنق كلماتها بعد إذ ..
يا الله !
إنّ الفرح لايدوم !!
كُنت أتصل بها قُبيل خطبتها !
أنشدها عن الأهل والأحوال ..
وقلبي يرقص طرباً حين تتحدث إليّ بلهجة سريعة والحروف تتطاير منها
فتلك هي عادتها حين تصبح سعيدة !..
عَقَدت قرانها !..
وعُقدت الفرحة في قلبي لتلك الغالية
وأنا أراها تطرب في كل مرّة أهاتفها ..
لم أقطع عنها صوتي ..
لازلت أُحادثها !..
حتى جاءت تلك الليلة
رحت أُشير بالاختيار على رقمها من شاشة الهاتف
ابتسمت وأنا أضغط على زر الإتصال
قالتها ( ألو )
- ألو ؟ ...
- ....
حديثنا المعتاد ، حتى بادرتها ..
- كيف تسير أمورك زواجك ؟ هل حددتِ موعداً أم ماذا ؟
صمتت !
وطال صمتها !
كانت الأفكار تتدافع في رأسي !
هل توفي عريسها ؟ أم فقدت أحد أهلها ؟ أم ياتراها تزوّجت وحُرمنا فرحة مشاركتها !!
لم أنتظرها طويلاً
- ما الأمر ؟ يبدو أن هناك خطباً ما ؟ هل في الأمر سوء ؟
أأنت بخير ؟ هل أهلك على مايرام ؟
-بنبرة هي الأخفت منذ عرفتها وبحروف مخنوقة قالت:
ليس هناك زواج ! لقد أُلغي وأنفصلنا ..!
لحقني الصمت الذي طالها لبرهه ولم ألبث أن أردفت:
- خيرة إن شاء الله لاتزعلين نفستس مادامتس بخير وصحة والحمد لله على كل حال ..
انفجرت باكية وهي تسب وتلعن تلك التقاليد وتدعي بدعاوٍ لم أفهمها لهول الصدمة اللتي حلّت
قلت لها:
- خير وش صاير ؟ عسى ما فيه مصيبة ؟! انطقي ماعاد فيني دم وش السالفة !!
عادت لرشدها ولكنها لازالت تبكي قالت:
- عادات غبية متخلّفة جاهلية !
لقد طلّقوني ! نعم طلّقوني
لأن ابن عمي ( حجر علي ) !!
لم يسألني أحد عن رأيي ..
طلّقوني وهاقد عقدوا قراني من جديد
على شخص وإن كان قريباً فإني أعزو إليه كل ماطالني
حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل !
كانت الدهشة تسكن كل جوراحي
بدأت أنتفض حتى إني خشيت أن أُسقط الهاتف ..!
هل لازلنا نعيش بتلك الطريقة !؟..
منذ متى ؟ وإلى متى ؟ وأي عقول هي التي تؤمن بعادات أقل ماأقوله أنها ( عبيطة ووضيعة ) !
استكمَلَت حديثها وقالت:
لقد حددوا زفافي بعد شهرين ..
سيكون بسيطاً جدّاً ، لم أعد أهتم فهم سلبوا الفرحة الكبرى حين أكرهوني دون أن أنطق بـ نعم أو حتى أقول لا ..!
مرّت تلك الأحداث في ثوانٍ وأنا أحمل هاتفي الصغير
بعد أن تركت قاعة الدرس ، وأنا أتذكر كل ماحدث
ارتديت سماعة الرأس وبدأت أسمع:
غريبة الليالي .. خذت مني غالي
تباعد وعيني .. رثت منه حالي
كانت أنشودتها المفضّلة !
بل وكانت تستخدم كلماتها كرسالة شخصية على برنامج المحادثة !..
وطالما كانت تحكي بحبّها لتلك الكلمات
سمعتها وأنا أفيض بالأسى ..
كتبت رسالةً من بضع أحرف لأهنئها !
كيف أهنئها وأنا لم أكن بجوارها ؟! أي قلبٍ أملكه وأنا أرى الظروف
تمنعني من الوقوف بجوارها حين تخلّى عنها [ أهلها ]..
ماذا عساي أن أقول لها ؟ مبروك ؟ أم أقول لها اصبري والعوض على الله !
أياً كان ! يجب أن أكون إيجابية في مثل تلك المواقف ..
فالأمر لايحتمل مزيداً من السلبية ..
ماهي إلا ثوانٍ حتى وصل الرد ( اتصلي بي ) ..!
دقّ قلبي سريعاً ..
لايهمّ يجب أن أكون بجوارها !!
ضغطت زر الاتصال الأخضر مرتين !
كيف لا ، وأنا منذ البارحة أشاور نفسي في الاتصال !!
حتى إذا ظهر ( جار الاتصال ) أغلقته بسرعة ..!
- ألو ؟ أهلاً أهلاً بستّ العرايس وش الأخبار
- هلا بتس ، عروس في صباح يوم الزواج قاعدة تتابع فيلم ع الاب توب !
- ضحكت ! فهي ع الأقل لاتزال تلك الطفلة التي أعرفها : ماشاء الله ! ومتى ناويين نفتك منتس على خير ؟
- قريب قريب لاتستعجلون علي ! الله يعوضني خير ويصبرني
- يابنت الحلال وش بلاتس أنتِ !! نشوفتس بكره ، إن دقيتِ علينا وعطيتينا وجه ..!
- والله الودّ ودّي يقفلون علي بهالغرفة ولا أطلع منها ! بدال طلعة الذل اللي جاريني لها كأني " عنز "
- ( محاولة مني لتلطيف الجو ) : ياعساتس تذكريننا بمسج ! ودّي أسجل المكالمة وأسمعتس إياها لاتبدّلت الأحوال !
وانفلت الحديث بسلاسة وهي تحدّثني عن فستان الزفاف وهو يصل متأخراً في ليل البارحة ..! وكيف أن دعواتها كادت تلبّى بأن لايصل !
حفل النساء في بيت عمّها ( والد زوجها ) بينما حفل الرجال و "العرضة " في مكان مفتوح كما جرت عاداتهم !
- اسمعي ؟ ( قلتها وأنا أنهي المكالمة) أنا لن أتصل !
أنتظر منك رسالةً تطمأنيني فيها على أحوالك
- وكأني بها تومئ وهي تقول : ابشري ..
أغلقت الهاتف وليت الجراح تٌغلق بكبسة زر ..!
مرّ الأسبوع الأول
وأنا أقاتل نفسي بأني لن أتصل ..!
مرّ الأسبوع الثاني والثالث والهم يغلبني وأدعوا أن تكون قد شُغلت بسعادتها
أغلقت هاتفي لمدة يومين ( كعادتي التي لم أستطع أم أتركها :/ )
بمجرّد أن أدخلت رقم الشريحة صاح الهاتف ناطقاً بوصول رسالةِ جديدة
كانت منها !! كُتب فيها..
[ أتمنى يوصل سلامي ]
كدت أكسر المؤشر السفلي وأنا أطلبه بأن يكمل !!
ماذا تعني !؟..
لابدّ أن أظنّ خيراً !
أرسلت لها ردّي الذي احتوته 4 رسائل وأنا أمازحها وأدس لها بين السطور بأني لاأنتظر منها إلا أن تكون سعيدة وصرّحت لها بأن قلت " طمّنيني ؟ " ..
يوم ، يومان ، ثلاثة وأربعة ولم تردّ !
لازلت أرسل لها ولا أتلقى أي جواب !!
بالرغم من أني رسائلي تصل !!
ماخطبها ؟ يارب طمنّي !!
لم أعد أحتمل !
أرسلت لها بضع أبيات من قصيدة كانت تحبّها جدّاً وترددها وأنا أنهاها بسخرية مستمرّة !!
[ لو حمّلوا سلمى مثل ماتحمّلت // صاحت لـ أجا من جور حملٍ تشيله ]
[ ولو ان سنجار الجبل شال ماشلت // مبطي شكى ضيم الحمول الثقيله ]
[ أصبر ولو شفت الزمن مال ماملت // واقول يمكن يعتدل عقب ميله ]
كنت تردد على مسامعي هذه الأبيات صبيحة يوم زفافها ..!
بعد أن كاد يقتلني الهمّ والتفكير
لم أجدّ بدّاً من أرسل لها كلماتها علّها أن تطمأنني !!
وإن كنت أعلم أنها تلجأ للهروب وتفضّل الصمت حين تشتد بها الظروف
وهذا ماجعلني أجنّ قلقاً عليها ..!!
لم أستوعب دموعي حين رأيتها تردّ ..
[ أضحك وكنّي رايق البال خالي // والنآس تحسدني وأنا أموت بسكات ]
[ أقضي نهاري بالمزح والتسالي // وأسهر بليلي في هموم ومعانا(ت) ]
[ غريبة هالدنيا على كل حالـ(ـي) // الحزن دايم والفرح بس .. لحظات ! ]
لا أبالغ إن قلت أنني أجهشت بالبكاء فرحاً !!
تمالكت نفسي لأمسح الدموع وأنا أضحك بصوت مسموع وأقرأ ماكتبت !!
لايهم ماكانت تحتويه الرسالة !! ولايهمّ مقدار الحزن الذي تبثّه
فأنا أوقن بأنه أقل بكثير من الصمت الذي كانت تكنّه !!
لا يهمّ طالما أنها عادت بعد أن كانت تتأرجح !
ولا يهمّ أنها أصبحت تحدّثني بالحزن بعد أن كانت صامتة !
ولا يهمّ مدى الجرح الذي تشعر به مادام أنها [ بخير ]
على الأقل أنا الآن متأكدة بأنها قادرة على المتابعة !..
وستنهض يوماً ما !..
فهي ليست أكثر من مجرّد " ضحيّة " ..
لتكوني بخير يا " كوني " ..!
** عذراً على بعض الألفاظ ! وإن كنت أوقن أن ماقلته أقل بقليل من الواقع !
- ما الأمر ؟ يبدو أن هناك خطباً ما ؟ هل في الأمر سوء ؟
أأنت بخير ؟ هل أهلك على مايرام ؟
-بنبرة هي الأخفت منذ عرفتها وبحروف مخنوقة قالت:
ليس هناك زواج ! لقد أُلغي وأنفصلنا ..!
لحقني الصمت الذي طالها لبرهه ولم ألبث أن أردفت:
- خيرة إن شاء الله لاتزعلين نفستس مادامتس بخير وصحة والحمد لله على كل حال ..
انفجرت باكية وهي تسب وتلعن تلك التقاليد وتدعي بدعاوٍ لم أفهمها لهول الصدمة اللتي حلّت
قلت لها:
- خير وش صاير ؟ عسى ما فيه مصيبة ؟! انطقي ماعاد فيني دم وش السالفة !!
عادت لرشدها ولكنها لازالت تبكي قالت:
- عادات غبية متخلّفة جاهلية !
لقد طلّقوني ! نعم طلّقوني
لأن ابن عمي ( حجر علي ) !!
لم يسألني أحد عن رأيي ..
طلّقوني وهاقد عقدوا قراني من جديد
على شخص وإن كان قريباً فإني أعزو إليه كل ماطالني
حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل !
كانت الدهشة تسكن كل جوراحي
بدأت أنتفض حتى إني خشيت أن أُسقط الهاتف ..!
هل لازلنا نعيش بتلك الطريقة !؟..
منذ متى ؟ وإلى متى ؟ وأي عقول هي التي تؤمن بعادات أقل ماأقوله أنها ( عبيطة ووضيعة ) !
استكمَلَت حديثها وقالت:
لقد حددوا زفافي بعد شهرين ..
سيكون بسيطاً جدّاً ، لم أعد أهتم فهم سلبوا الفرحة الكبرى حين أكرهوني دون أن أنطق بـ نعم أو حتى أقول لا ..!
مرّت تلك الأحداث في ثوانٍ وأنا أحمل هاتفي الصغير
بعد أن تركت قاعة الدرس ، وأنا أتذكر كل ماحدث
ارتديت سماعة الرأس وبدأت أسمع:
غريبة الليالي .. خذت مني غالي
تباعد وعيني .. رثت منه حالي
كانت أنشودتها المفضّلة !
بل وكانت تستخدم كلماتها كرسالة شخصية على برنامج المحادثة !..
وطالما كانت تحكي بحبّها لتلك الكلمات
سمعتها وأنا أفيض بالأسى ..
كتبت رسالةً من بضع أحرف لأهنئها !
كيف أهنئها وأنا لم أكن بجوارها ؟! أي قلبٍ أملكه وأنا أرى الظروف
تمنعني من الوقوف بجوارها حين تخلّى عنها [ أهلها ]..
ماذا عساي أن أقول لها ؟ مبروك ؟ أم أقول لها اصبري والعوض على الله !
أياً كان ! يجب أن أكون إيجابية في مثل تلك المواقف ..
فالأمر لايحتمل مزيداً من السلبية ..
ماهي إلا ثوانٍ حتى وصل الرد ( اتصلي بي ) ..!
دقّ قلبي سريعاً ..
لايهمّ يجب أن أكون بجوارها !!
ضغطت زر الاتصال الأخضر مرتين !
كيف لا ، وأنا منذ البارحة أشاور نفسي في الاتصال !!
حتى إذا ظهر ( جار الاتصال ) أغلقته بسرعة ..!
- ألو ؟ أهلاً أهلاً بستّ العرايس وش الأخبار
- هلا بتس ، عروس في صباح يوم الزواج قاعدة تتابع فيلم ع الاب توب !
- ضحكت ! فهي ع الأقل لاتزال تلك الطفلة التي أعرفها : ماشاء الله ! ومتى ناويين نفتك منتس على خير ؟
- قريب قريب لاتستعجلون علي ! الله يعوضني خير ويصبرني
- يابنت الحلال وش بلاتس أنتِ !! نشوفتس بكره ، إن دقيتِ علينا وعطيتينا وجه ..!
- والله الودّ ودّي يقفلون علي بهالغرفة ولا أطلع منها ! بدال طلعة الذل اللي جاريني لها كأني " عنز "
- ( محاولة مني لتلطيف الجو ) : ياعساتس تذكريننا بمسج ! ودّي أسجل المكالمة وأسمعتس إياها لاتبدّلت الأحوال !
وانفلت الحديث بسلاسة وهي تحدّثني عن فستان الزفاف وهو يصل متأخراً في ليل البارحة ..! وكيف أن دعواتها كادت تلبّى بأن لايصل !
حفل النساء في بيت عمّها ( والد زوجها ) بينما حفل الرجال و "العرضة " في مكان مفتوح كما جرت عاداتهم !
- اسمعي ؟ ( قلتها وأنا أنهي المكالمة) أنا لن أتصل !
أنتظر منك رسالةً تطمأنيني فيها على أحوالك
- وكأني بها تومئ وهي تقول : ابشري ..
أغلقت الهاتف وليت الجراح تٌغلق بكبسة زر ..!
مرّ الأسبوع الأول
وأنا أقاتل نفسي بأني لن أتصل ..!
مرّ الأسبوع الثاني والثالث والهم يغلبني وأدعوا أن تكون قد شُغلت بسعادتها
أغلقت هاتفي لمدة يومين ( كعادتي التي لم أستطع أم أتركها :/ )
بمجرّد أن أدخلت رقم الشريحة صاح الهاتف ناطقاً بوصول رسالةِ جديدة
كانت منها !! كُتب فيها..
[ أتمنى يوصل سلامي ]
كدت أكسر المؤشر السفلي وأنا أطلبه بأن يكمل !!
ماذا تعني !؟..
لابدّ أن أظنّ خيراً !
أرسلت لها ردّي الذي احتوته 4 رسائل وأنا أمازحها وأدس لها بين السطور بأني لاأنتظر منها إلا أن تكون سعيدة وصرّحت لها بأن قلت " طمّنيني ؟ " ..
يوم ، يومان ، ثلاثة وأربعة ولم تردّ !
لازلت أرسل لها ولا أتلقى أي جواب !!
بالرغم من أني رسائلي تصل !!
ماخطبها ؟ يارب طمنّي !!
لم أعد أحتمل !
أرسلت لها بضع أبيات من قصيدة كانت تحبّها جدّاً وترددها وأنا أنهاها بسخرية مستمرّة !!
[ لو حمّلوا سلمى مثل ماتحمّلت // صاحت لـ أجا من جور حملٍ تشيله ]
[ ولو ان سنجار الجبل شال ماشلت // مبطي شكى ضيم الحمول الثقيله ]
[ أصبر ولو شفت الزمن مال ماملت // واقول يمكن يعتدل عقب ميله ]
كنت تردد على مسامعي هذه الأبيات صبيحة يوم زفافها ..!
بعد أن كاد يقتلني الهمّ والتفكير
لم أجدّ بدّاً من أرسل لها كلماتها علّها أن تطمأنني !!
وإن كنت أعلم أنها تلجأ للهروب وتفضّل الصمت حين تشتد بها الظروف
وهذا ماجعلني أجنّ قلقاً عليها ..!!
لم أستوعب دموعي حين رأيتها تردّ ..
[ أضحك وكنّي رايق البال خالي // والنآس تحسدني وأنا أموت بسكات ]
[ أقضي نهاري بالمزح والتسالي // وأسهر بليلي في هموم ومعانا(ت) ]
[ غريبة هالدنيا على كل حالـ(ـي) // الحزن دايم والفرح بس .. لحظات ! ]
لا أبالغ إن قلت أنني أجهشت بالبكاء فرحاً !!
تمالكت نفسي لأمسح الدموع وأنا أضحك بصوت مسموع وأقرأ ماكتبت !!
لايهم ماكانت تحتويه الرسالة !! ولايهمّ مقدار الحزن الذي تبثّه
فأنا أوقن بأنه أقل بكثير من الصمت الذي كانت تكنّه !!
لا يهمّ طالما أنها عادت بعد أن كانت تتأرجح !
ولا يهمّ أنها أصبحت تحدّثني بالحزن بعد أن كانت صامتة !
ولا يهمّ مدى الجرح الذي تشعر به مادام أنها [ بخير ]
على الأقل أنا الآن متأكدة بأنها قادرة على المتابعة !..
وستنهض يوماً ما !..
فهي ليست أكثر من مجرّد " ضحيّة " ..
لتكوني بخير يا " كوني " ..!
** عذراً على بعض الألفاظ ! وإن كنت أوقن أن ماقلته أقل بقليل من الواقع !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق