الخميس، 25 نوفمبر 2010

الطعون بوقتنا صآرت ميآنه // والميآنه صايرهـ : طعنة قفا !!





.
.


كنت اقف على عتبات الدرج وقد ارتوى خدي بالدموع حين صرخت في وجهها :
منآل ترى انا مو فاشله ! بس انتوا كنتوا تحسسوني إني فاشلة !!
كانت هي الأخرى تبكي .. لـ لحظة شعرت كم هو من المؤسف
أن تتعثر في وسط الطريق ..
وتتوسل إليهم بـ أن يشعروا بمقدار مايعنيه أن يقفوا بجانبك
أو حتى ليلتفوا قليلا وأنت تتعثر ..
أو حتى ليلحظ أحدهم فقط أنك لم تعد بقربهم !

حين عآنقت قمم النجآح لسنوآت طويلة
كآن الفشل مجرد شبح يتوارى خلف عزيمتي
ليس لثقتي بنفسي فحسب .. بل لأنني كنت أعلم أنهم هناك بقربي دائما !

هلا والله مرام اهلين حبيبتي
اهلييييين ندوش انتي وينك اشتقت لك يابنت
انا اكثر بعد عمري بس معليش عن اذنتس مستعجله حيل حيل
وراي شغل لازم اخلصه
أوصلتني بنظراتها حتى غادرت باب المبنى
ناديه .. ؟ انتي ليش مو معبرتني !
كنت أقرأ ذلك في عينيها
وأتألم في كل مرة أراها فيها
وأنا اتصنع الجفاء بقسوة شديدة !
لا أنكر أنها كانت مجرد محاولات يائسة علّ احدهم أن يفتقدني !
كان ذلك هو الأصعب
وربما كان غيابهم هو ماجعل الأمر يبدو مخيفا
حتى بتّ اقدر الوحدهـ في بعض اللحظات

دكتور سامي دكتور سامي
اهلين دكتوره
انتي .. ؟ انتي .. ؟ .. ؟
وبدأ يخبط بإصبعه في محاولات للتذكر استبشرت بها خيرا
ايه دكتور انا ناديه
ناديه محمد ..
لا لا ايش اسموه هذاك عمك الدكتور
امتلأ صوتي بخيبات الأمل وأنا ارد
اه . . ! قصدك عمي ابراهيم اللي درس معك : /
ايوه اهلين يادكتوره كيف أقدر اخدمك
ربما كان الأمر خطأي منذ البداية
حين اعتقدت أن المرء يمكن أن يصنع نفسه !
بدل أن ينتظر ماتصنعه الأقدار حين يبتسم لها الحظ
وماذنبي حين تكون تلك القلة التي املكها من الحظ مجرد
خطوات عاثرة تعشق النوم في ظلام الدروب
آآآآآم . . . بصراحه دكتور
كنت ابي اسألك وش صار على مادة الأطفال
بينزلونها لي الترم الجاي ولا كيف يعني ..؟
ترى انا الترم هذا وقفت عند الدراسه تقريبا
ومو معقوله اقعد ببيتنا سنه كاملة لمجرد مادة وانتهت ؟
صح صح فعلا معاك حق يادكتوره
خلاص خلي عمك يتدخل ويدبر لك واسطه !
بكل بجاحه كان يقولها ! [ واسطه ] !
وكأنك لاتملك رأسا إذا لم تمتلك ظهرا !!
آآآآوكي طيب طيب
شكرا . . . يادكتور
اومأ لي بابتسامته الودوده كالعادة
كانت الساعه البالية على ذآك الحائط
شاهدة على مادار وهي تعانق الثانية عشرة والربع
قبل أن يبدأ هاتفي بالرنين ..
هلا سلمى ..!
ايه انا بالدور الخامس
طيب خلاص الحين نازله لك ..
بمجرد أن صافحت عينآها نظرآتي ..
ناديه .. ؟ طالعيني وش فيك .. ؟
سلمى حبيبتي مافيني شئ بس تعبانه تعرفين اليوم حر و ..
قاطعتني بنبرة جادة جدا ..
ناديه ؟ انتي تحسبيني اعرفك امس ولا قبل امس عشان تقولين لي مافيك شئ ؟
حآولت أن ابتسم بصفآر ولم ألبث أن انهرت وأن اعترف :
اشتقت لهم ياسلمى !
سلمى ..
انتي عمرتس ماراح تحسين بهذا الشئ
بس ترى اصعب موقف بالحياة
انتس لما تنجحين يكون الكل حولك
ولما تفشلين يتخلى الكل عنك . . . !

. . . . . . . .

ضمـّتني ولم تردف حرفا !
كان الخوف يملأني في كل مره أشتاق إليهم ..
حين ابتسم لرؤيتهم ولا تلبث ابتسامتي ان تخبو
حين تبتعد طيوفهم لأن عليها الابتعاد
فهو موعد المحاضرة الآن
كنت اخاف ان تنكسر ابتسامتي على شفتي
حين احاول تقديم المساعدة
فـ يكون الجواب بإحساس بارد ..
انتي ماخذتي المادة وش عرّفك
آيه صح آسفة ! على قولتس ..! وش عرفني !!
كنت اخاف ان اوصم بالفشل

لا كسر في خآطرك شخصـ(ن) تحبه وتغليه
. . . . . . . . . . . . . . حتى المعآتب تستحي في عتآبه !

كان الكل يعتقد بـ أن ناديه لم تعد ترغب حقا في أن تكون جزء من ذلك المجتمع الصغير
أنا فعلا ماعدت أحس بـ كيذآ !
كنت احدّث منآل وأنا لاأزال اقف على عتبات ذاك الدرج الكبير
لا لا ياناديه لاتقولين كيذا !
اللي يربطني فيك اكبر من مجرد مادة وكرسيين جنب بعض في محاضرة ممله !
ندوش حبيبتي والله كلنا اشتقنا لك !
ربما كآن مايلزمني لأصدق تلك الكلمآت .. هو أن اسمعها !

ضحكت بسخريه حين تذكرتها كيف كانت تحدثني في ذلك اليوم
كم كآنت مشاعري جيّآشه ..

مازلت اتذكر صوتها حين رن هآتفي صبآحا
قمت فزعه ! فـ لم يكن من عادتي ان استقبل المكآلمات في وقت مبكر
من صباح الخميس ..
هلا منال ؟ شفيتس بعد قلبي عسى ماشر
وراتس تبكين خرعتيني ترى !!
ناديه ..
أنا أنا . . . . انا مانجحت . . .
واختلطت حشرجاتها بنوبه من البكاء الهستيري
منول حبيبتي بس عآد !
خلاص قدّر الله وماشاء فعل !
وبعدين وش صار يعني
أنا بعد مانجحت : )
واصلت محاولاتي بمواساتها حين قلت ..
يالله على الأقل احد يونسني وياخذ معي المادة بالصيف
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ندوش يعني مافيه امل انجح ؟
طيب وش بيصير الحين ؟ وش بقدر ادرس يعني ؟
اللي بيصير سلمتس الله انتس بتكونين معي ^__^
لايكون عندتس مانع بعد ؟
وماعليتس ان شاء الله كل شئ بيتيسر ..

كآنت تلك القوآنين البآليه تنص
على أنه لايحق لأيٍ كآن ، تجاوز الموآد المطلوبه
قبل اتمام متطلبآتها
لا أصمها بـ ( البآلية ) لمجرد أنها كانت عثرة في طريقي
أو لأنها كآنت الحآئل الأمثل بيني وبين من أحببتهم
أو لأنها ارغمتني على أن أكون مجرد تحفة فنية
معلقة على جدآرن منزلنا طيلة الأشهر الاخيرهـ المنصرمه
بل لأنها كآنت [ انتقآئية بحتة ]
لا تلبث أن تتلآشى حين تقف أمامها فيتآمينآت من نوع آخر .. !

كان قلبي اصفى مايكون حين شاهدتها تبتسم بعد اذن وهي
تتحدث بعجل ..
ندوش !! ندوش !! باركي لي نجحت ترى
كان الفرح اكبر من ان تصدمه المفآجأة !!
مبرووووووووووووووك حبيبتي !!
الحمدلله يارب ! بس وشلون وش صار علميني !
كانت تتغنى الفرحه في عينيها وهي تحكي
ابد طلع غلط بالتصحيح وبابا راح وكلمهم وعدلوه
الحمدلله يابعد قلبي انتي
شفتي شلون ربي مايخلي احد
كانت تتصنع الطمأنينة باتقان شديد حين قالت
من جد الحمد لله !

من طيبي معك ( خآشرتك احزآنك )
. . . . . . . . . . ولا أنت مآشلت من حزني ولا حآجه !!

لربما كان من الأجدر بالغيرة أن تسكنني
أو لربما كان الحسد قد يجد طريقه إلى قلبي
ولكن لا أعلم لمَ !
ربما الله وحده يعلم أن مثل تلك الأفكار لم تزرني . .
علّني كنت قد اجتزت تلك المرحله
حين تقبّلت امر الفشل
أو لربما لم استطع أن اتحمل حزنها
حين رأيت عينيها الجميلتين تغرق بالدموع

كآنت الأسابيع تتوآلى بـ ايام عجوله
كآن ماأفعله هو التسكع
و .. الشوق !
واحتراق اللحظآت في انتظآرهم .. : )
تقبلت الأمر برحآبة صدر ..
فـ أنا يقينة أن في الأمر خيرهـ

لم أعلم ماالذي كآن يدور في عقل الأيام
وماالذي كآنت تخبأه لـ سآذجه مثلي ..

اف الحر اليوم مو طبيعي
كنت أحدث أخي وأنا اركب السيآرة
يالله طيب تراتس ابطيتي
واليوم أول يوم لتس بالصيفي ومتأخره
مااقول الا كفو بس
اسرعت باتجآه القاعه وأنا ابحث بعيني عن ذلك الرقم
اممممم 105
106
ايه هذي هي 108
اشرقت ابتسامتي وأنا اتجه للقآعه
التفت بعفويه شديده حين رأيت احداهن تجلس هناك ..
زآدت ابتسامتي واسرعت إلى ذلك الطيف ..
منآآآآآآآآل !!
هلا بتس حبيبتي
وأنا اشوف المكآن منور
اثرتس هنا
لوهله شعرت أن شيئا ما في دآخلي قد تمزق
حين ردت ببرود :
هلا ناديه .. وشو ماجت الدكتوره ؟
مادري توني واصله لاتخافين عادي فديتس
قلتها وأنا اجلس بقربها على نفس الكرسي ..
بجلس معتس خمس دقايق .. متشآقه لتس
لاتحاتين لو تأخرت
لا لا خلاص خلينا ندخل حتى أنا مابي اتأخر ..
زارني ذلك الشعور
حينما تدرك شيئا ما ولكنك ترفض بشده ان تستوعبه
ليش منآل ؟ انتي عندك صيفي ؟
كآن اختصارها مثآليا :
ايه
منآل مو أنتي نجحتي بالكورس ؟
مو أخذتي كل الموآد .. ؟
ايه خذيت كل الموآد بس مانجحت بالكورس

آهـ .. آهاا
علقت ابتسامة مزيفة على شفتي
نظرت بعيونٍ ذآهله وأنا اخرج مع ذلك الباب
لكن قلبي ..
لم يكن أبدا كما دخل منه !

اللي سكن دآخلي من الغيض ( يكفيه ) !
. . . . . . . . . . . . ملت تفآصيلي سكوت ورتآبه !!
اللي بيدخل في مزآجي بسويه
. . . . . . . . . . . . وبـ أخآطب الفض الغليظ بـ خطآبه




شكرآ على كل تلك اللحظآت المزيفة
شكرآ على كل تلك المشآعر المهترئة
وشكرآ على كل تلك الكذبآت المتقنة !

حقآ هو ذلك الشكر من أعماقي
ولكن لااعلم حقا من يستحقه
أهو أنتِ . . ؟
حين كآن التفسير الوحيد الذي قد يترجم تلك المسرحية
هو ( الأنآنية )
ولربمآ لـ ذلك المسؤول الشهم .. ؟
عندما صرخ في وجهي قآئلاً ..
تأكدي بأني لن اسمح لمثلك تلك التجاوزات والمهاترات
بـ أن تحدث في إدارتي


أشكرك ..
فـ حقاً ، لقد تأكدت !!


مو غريب بهآلزمن تلقى خيآنه // الغريب بهآلزمن تلقى وفآ !
والطعون بوقتنا صآرت ( ميآنة ) // والميآنه صايره : طعنة قفآ


/
\
/


أمَــلْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق